متحف بوسطن للعلوم.. تحفة علمية وسياحية ترضي العائلات
رحلة تنمي عقول الأطفال وتفرح قلوبهم
[si][/size]
زيارة المتاحف تنمي عقول الاطفال وتسعدهم
اذا كنت مهتما بالتعرف على اتجاهات العلم والتكنولوجيا السريعة والمذهلة، خاصة الحديثة منها، وإذا أردت تنمية الفضول العلمي لدى أبنائك، ما عليك سوى زيارة "متحف العلوم" في بوسطن بالولايات المتحدة، للاستمتاع عن قرب بزيارة العديد من المعارض وبمشاهدة العديد من العروض والبرامج العلمية الحديثة والمتميزة دائماً، كما يمكنك الاستماع – باسلوب سهل وممتع- لنشرة "البودكاست"Podcast (أحد أجهزة الإعلام الرقمية) عن العلوم والتكنولوجيا الحالية، التي يقدمها المتحف ويستمع اليها الآلاف أسبوعياً والتي يمكن تحميلها بسرعة، وتتيح اجراء مناقشات متعمقة لا يمكن تقديمها بشكل أفضل من خلال وسائل الإعلام الأخرى. وفي مايو(أيار) الماضي فاز متحف العلوم في بوسطن بالميدالية الذهبية عن هذه النشرة، ضمن جوائز "ميوز" Muse Award أو آلهة الفن عند الإغريق، والتي تمنحها "جمعية المتاحف الأميركية" في مجال الإعلام المتحفي، تقديراً لأفضل أساليب استخدام التكنولوجيا لنشر الثقافة والمعرفة. ويرجع فضل تأسيس متحف العلوم في بوسطن الى مجموعة من ستة أفراد، يجمعهم اهتمامهم وحبهم للتاريخ الطبيعي، حيث قاموا بتأسيس جمعية التاريخ الطبيعي عام 1830، التي كرست كل اهتمامها لدراسة وجمع عينات عديدة ومختلفة عن التاريخ الطبيعي وعرضها في العديد من المنشآت المؤقتة حتى عام 1864، بعدها تمكنت الجمعية من تأسيس متحف "نيو انجلاند للتاريخ الطبيعي" New England Museum of Natural History. وبعد الحرب العالمية الثانية باعت الجمعية مبنى متحف نيو انجلاند وتم تغيير اسم المتحف ليصبح "متحف بوسطن للعلوم" Boston Museum of Science. وفي عام 1948 قامت الجمعية بتصميم وبناء قبة فلكية Planetarium جوالة بهدف الدعاية والتشجيع لبناء مبنى جديد للمتحف. وبالفعل تم افتتاح أول جناح للمبنى الجديد للمتحف رسمياً عام 1951، اقيم على أرض "متنزه العلوم" Science Park ، كما تم حذف كلمة "بوسطن" من الاسم ليصبح "متحف العلوم" Museum of Science، وصادف في نفس العام إهداء المتحف فرخ بومة صغير (من فصيلة البوم ذي القرون) سمي "سبوكي" Spooky ليصبح واحداً من أعظم شعارات المتحف المحببة، وقد عاش "سبوكي" بالمتحف حتى بلغ 38 عاماً ، ليصبح بذلك أحد الأفراد الحية المعروفة الأكبر سناً من نوعه. وبلغت مساحة العرض في أول جناح للمبنى الجديد أكثر من 14 ألف قدم مربع ليصبح بذلك أول متحف يضم جميع العلوم تحت سقف واحد. وعلى مر السنين لم تتوقف عمليات التجديد والتوسع والبناء حتى وقتنا هذا، وذلك لزيادة عدد المعارض بالمتحف لمواكبة كل ما هو جديد في مختلف العلوم وتطبيقاتها، ففى مجال التربية العلمية، يحرص المتحف على تقديم وتطوير معارض علمية تتميز بالابتكارية والإبداع، تهدف ليس فقط لتقديم وتعليم العلوم باسلوب سهل ومشوق، وإنما أيضا لتحقيق نوع من الترفيه والاستمتاع. ويضم المتحف أكثر من 700 معرض تغطي جميع العلوم وتطبيقاتها الحديثة كالفلك والفيزياء والكمبيوتر والفيزياء الفلكية والأنثروبولوجي والطب والهندسة وغيرها، ولكن ينصب تركيز المتحف على التعليم بالممارسة المباشرة بهدف إثارة وتشجيع الفضول العلمي لدى الأفراد خاصة الأطفال ، فمثلاً في معرض "Investigate!" يقوم الأطفال باستكشاف والتعرف على بعض المبادئ العلمية مثل الجاذبية عن طريق موازنة الأجسام، وفي معرض “Science in the Park” يمكن للأطفال تعلم الفيزياء التي تكمن وراء أنشطتهم وألعابهم اليومية كالتأرجح ، كما يمكنهم في معرض "Light House" التجريب على الضوء والألوان، أما في معرض "Dinosaurs: Modeling the Mesozoic" يستطيع الأطفال تقمص دور عالم الدراسات القديمة من خلال فحصهم لعظام الديناصورات والحفريات.
ويعتبر مسرح موجار متعدد المهام Mugar Omni Theater الذي افتتح عام 1987 من أهم الأماكن التي يحرص الزوار على قضاء بعض الوقت به للاستمتاع بمشاهدة العديد من الأفلام التي تتميز باستخدام أحدث تقنيات التصوير والعرض، حيث تعرض الصور على شاشة مقببة بارتفاع خمسة طوابق مما يجعل المشاهد يشعر وكأنه يرى هذه الصور بنفسه في الطبيعة، وهذا ما يميز المسرح إذ يجعل المشاهد يعيش تجربة "أنت موجود هناك". وهذا المسرح ما هو إلا تجسيد لرسالة المتحف لجعل العلم أكثر متعة وفي متناول الجميع من دون استثناء. كذلك يحرص زوار المتحف على زيارة مسرح الكهرباء Theater of Electricity الذي افتتح عام 1980 ويضم أحد أضخم مولدات فان دي جراف Van de Graaff Generator للكهرباء في العالم، إذ وصلت كمية إنتاجه من الكهرباء الى 2.5 مليون فولت مرتفع ويصل ارتفاعه الى طابقين، وجدير بالذكر أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تبرع بهذا المولد للمتحف في عام 1956. ويذكر أن العالم روبرت فان دي جراف)1901(1967 Robert Van de Graaffعمل أستاذاً للفيزياء بجامعة برنستون الأميركية ، وقام بتصميم مولد فان دي جراف للكهرباء عام 1929، وحصل على أكثر من سبع براءات اختراع ، جميعها في مجال الكهرباء وتصميم الأجهزة الكهربائية. أما زيارة قبة تشارلز هايدن الفلكية Charles Hayden Planetarium، المليئة بالنجوم والأجرام السماوية فتتصدر قائمة الأماكن التي يرغب الزوار في زيارتها للاستمتاع برؤية صور حقيقية للظواهر الكونية المدهشة وعوالم أخرى عديدة لا نراها إلا في أعمال الخيال العلمي، حيث يشعر الزائر وكأنه غادر في رحلة الى الفضاء الخارجي، كما يتم تقديم برامج مفيدة وممتعة، منها برنامج يلتقي فيه العلم بالخيال يتناول عوالم أفلام حرب النجوم Star Wars الخيالية ومقارنتها بالأرض وجميع كواكب وأقمار النظام الشمسي. أما مركز علوم وتكنولوجيا الوقت الحالي Current Science & Technology Center وما يقدمه من عروض دائمة التطور والتجديد وبرامج ومحاضرات، تتناول العديد من المواضيع المعنية بعلوم الصحة والوراثة وتكنولوجيا المعلومات وعلوم المادة والطاقة وغيرها، فيجعل الزائر على دراية وعلم بكل التطورات والاكتشافات في جميع هذه الميادين. وإذا أراد الزائر أن يستمتع بجو يتميز بالدفء والجمال الطبيعي، فما عليه إلا زيارة معرض حديقة الفراشات Butterfly Garden المليئة بمختلف انواع النباتات العجيبة والفراشات ، وبمجرد دخول الحديقة ، تلفت انتباه الزائر درجة الاختلاف والتنوع بين العديد من الكائنات من حيث الحجم وشكل الأجنحة ونمط الألوان، وتتيح هذه البحيرة الاستوائية المطلة على نهر "تشارلز" Charles River فرصة ثمينة للزائر ليرى عن قرب مختلف انواع الفراشات من نيوانجلاند ومن جميع أنحاء المعمورة. وبشكل مستمر لا تخلو صالات العرض من تقديم عروض حية - بمساعدة أحدث تقنيات الإعلام الرقمية – تغطي جميع العلوم، منها علوم الأرض والفضاء وما يتعلق بها من مسائل مهمة مثل الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وأيضاً العلوم الحيوية وما يرتبط بها من قضايا مثل التطورات المتسارعة في مجال الهندسة الوراثية وما يصاحبها من مسائل أخلاقية، كما تغطي عروض المتحف الجديد في مجال الطب والنانو تكنولوجي (التقنيات المتناهية في الصغر)، والروبوتات، ويقدم المتحف لزواره ورش عمل وفصولا دراسية، خاصة خلال العطلة الصيفية، للأطفال والكبار وأيضاً للعائلات، بهدف إثراء المجتمع بالثقافة العلمية والتكنولوجية وتنمية الوعي والمعرفة.
الرئيسية 
